مدة الخلافة 11 -13 هـ
أول
الخلفاء الراشدين ولد بعد ولادة
الرسول –صلى الله عليه وسلم- بسنتين
وقد كان اسمه في الجاهلية عبد الكعبة
فأسماه الرسول –صلى الله عليه وسلم
– بعبد الله ولقب بأبي بكر الصديق
لأنه أول من بكر بالإسلام من الرجال
،كما لقب أيضا بالصديق لتصديقه
الرسول الكريم فيما جاء به من عند
الله. نشأ أبو بكر الصديق على أخلاق
الإسلام وبذلك خالف كثير من صفات
الجاهلية حيث أنه كان لا يشرب الخمر
ولا تتملكه شهوة ولا لهو . هو أول من
آمن من الرجال وقد استخدم أسلوب
الحجة والإقناع وأسلم على يديه كثير
من الصحابة منهم :
عثمان بن عفان وعبد
الرحمن بن عوف وكثير من الصحابة –رضوان
الله عليهم- ويكفيه فخراً أن الرسول
–صلى الله عليه وسلم – قال ( ما نفعني
مال قط كما نفعني مال أبو بكر ولو كنت
متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر وإنه
لخليل الله) . تولى خلافة المسلمين
بعد انتخابه بالبيعة الصغرى بعد
اجتماع الأنصار في سقيفة بني ساعده ،
حكم المسلمين لمدة عامين وثلاثة أشهر
وبضعة أيام خلالها قام بأعمال جليلة
كثيرة جداً منها قضاءه على جيوش
الردة وأكبر المرتدين في تلك الآونة
هما خالد بن طلحة ومسيلمة الكذاب .
كما قام الصديق بارسال
خالد بن الوليد الى الفرس وقام
بارسال عدة ألوية الى الروم منها
لواء شرحبيل بن حسنة ولواء يزيد بن
أبي سفيان وغيرهما . قضى أبوبكر
الصديق حياته خدمة للإسلام
والمسلمين توفي رضي الله عنه في
السنة الثالثة عشر للهجرة النبوية –
رضي الله عنه وأرضاه- هل تعلم أخي
القارىء أنه خير رجل طلعت عليه الشمس
بعد الأنبياء كما قال عنها لنبي
الكريم –صلى الله عليه وسلم
مدة الخلافة 13 - 23 هـ
هو الفاروق الذي فرق الله به بين الحق والباطل ولد بعد مولد الرسول –صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشر عاما ،اسمه عمر بن الخطاب بن عدي ، نشأ نشأت قوية من صغره حيث كان يرعى الغنم لأبيه وأصبك بعد ذلك سفيرا لقريش في الحروب والوفود ، أما قصة إسلامه ما حدث أن سمع القرآن من أخته وأيضا لما سمع الرسول - صلى الله عليه وسلم- يدعوا قائلاً:( اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين ) ويقصد النبي الكريم } عمر بن الخطاب و أبو جهل { بعد إسلام عمر خرج في الشوارع والأندية والأزقة يعلن إسلامه حتى لحقه الأذى من مشركي قريش فأجاره العاص بن وائل من شرهم وعندما هاجر الفاروق لم يهاجر سراًً بل هاجر علنا وقال مقولته المشهورة :( من أراد أن تثكله أمه ويرمل زوجته وييتم أولاده فليلحقني وراء هذا الوادي فلم يلحقه أحد ) ومن مشاهد عدله أنه كان اذا أمر بأمر بدأ بأهل بيته ونفسه ، وأنه كان يحاسب الولاة أمام الملأ ، في عهده فتحت كثير من البلاد وفتح بيت المقدس بفلسطين وفتحت مصر كذلك واتسعت رقعة الدولة الإسلامية . وبنى مدينة الفسطاط بمصر ومدينة الكوفة وكذلك البصرة . رغم عدله وحسن سيرته استشهد على يد أبولؤلؤة المجوسي بطعنة غادرة استشهد على اثرها الفاروق ليسكن جنة الخلد وكان هو وأبوبكر بمثابة وزيرين للرسول –صلى الله عليه وسلم- ووطد الفاروق دولة إسلامية قوية وتلقت الدولة التنمية والرقي في عهده وهو القائل - والله لو هلكت بعيراً في شط الفرات لخشيت أن يسأل الله عنها آل الخطاب
مدة الخلافة 23- 35 هـ
هو عثمان بن عفان الذي يرجع نسبه لأمية بن عبدشمس لقب بذي النورين ومن السابقين للإسلام أسلم على يد أبي بكر الصديق ، عمل بالتجارة وكان ذو ثراء أنفق ماله في نفعة المسلمين ومن ذلك تجهيزه لجيش العسرة وكذلك اشترى بئر رومة عندما قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – (من يشتري بئر رومة وله بها شربة يوم القيامة) تولى عثمان بن عفان إمارة المسلمين بعد أن اجتمع عليه كبار الصحابة وبايعه عبد الرحمن بن عوف قبل وفاة عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- تابع مسيرة صاحبيه أبابكر وعمر في الخلافة خلافة قائمة على العدل والإصلاح بأسس دينية بحتة في عهد عثمان بن عفان اتسعت رقعة الدولة الإسلامية اتساعاً كبيراً . وشهد كثير من غزوات الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان كاتب الوحي ومبعوث الرسول الكريم في صلح الحديبية وأن بيعة الرضوان كانت من أجله –رضي الله عنه اوأرضاه- فيعهد خلافته وصل المسلمون لبلاد الهند والسند وبلادما وراء النهر وعقدت معاهدة البقط مع أهل النوبة وأول أسطول بحري إسلامي أنشأ في عهده وهو ثالث الخلفاء الراشدين . وبعد أن حدثت الفتنة وتزوير الرسالة كان ضحيتها أمير المسلمين عثمان بن عفان الذي قتل وهو يتلو القرآن الكريم وانهمرت قطرات الدم على بضع آيات من كتاب الله الواحد الصمد
علي بن أبي طالب بن عبد المطلب 35 - 40 هـ
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن عبد مناف هو أول من آمن من الصبيان وعمره لم يتجاوز العاشرة وكذلك إفتدى النبي الكريم –صلى الله عليه وسلم – ليلة الهجرة عندما نام على فراش النبي الكريم-صلى الله عليه وسلم - شارك في كثير من غزوات الرسول الكريم كما أنه كان من أقوى الصحابة بنيةً جسمية تولى خلافة المسلمين بعد أمير المؤمنين عثمان بن عفان بذلك هو رابع وآخر الخلفاء الراشدين فيعهده إنقسم المسلمون الى ثلاث طوائف : طائفة اٌلإمام علي وطائفة أنصار معاوية بن أبي سفيان والخوارج ، عاش معينا للإسلام والمسلمين وعوناً للخلفاء الثلاثة من قبله ، زوج بنت النبي –صلى الله عليه وسلم – فاطمة ، كان أفقه الصحابة في الدين.
وقصة توليه الخلافة أن جاء كبار الصحابة إلى علي وبايعوه بالخلافة بعد استشهاد عثمان . فبايعه الثوار وأبى أن يبايعه معاوية بن أبي سفيان . وأول عمل قام به علي أن عزل أمراء بني أمية من الأمصار وأبى معاوية أن ينفذ الأمر فسار إليه علي بجيش وما حدث أن وقعت موقعة الجمل وموقعة صفين وما حدث بعدهما من تحكيم بين المبعوثين (عمرو بن العاص من جهة معاوية ، وأبو موسى الأشعري من جهة علي ) . وبعد ذلك خططت ثلاث مؤامرات نجحت واحدة وهي اغتيال الإمام علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم سنة أربعين الهجرية .وبذلك انتهت خلافة الخلفاء الراشدين – رضي الله عنهم-
وأحد الستة أصحاب الشورى يوم اختيار الخليفة الفاروق,
وأحد النفر الذين كانوا يفتون في المدينة ورسول الله صلي الله عليه و سلم قائم بين ظهرا ني المسلمين. كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو و بعد الإسلام سماه رسول الله صلي الله عليه و سلم عبد الرحمن ذلكم هو عبد الرحمن بن عوف.أسلم بعد ابوبكر الصديق بيومين. و لقي من عذاب المشركين الكثير مع المسلمين الأوائل , فصبر و صبروا , و ثبت وثبتوا على الإسلام, و صدق و صدقوا , و هاجر الي الحبشة مع المهاجرين الأوائل. و لما آذن الرسول الكريم بالهجرة الي المدينة كان من طليعة المهاجرين. وفي المدينة آخي رسول الله بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري رضي الله عنه , و طلب منه سعد ان يقتسم معه ماله فرض عبد الرحمن و طلب ان يدلوه على مكان السوق فدلوه عليه فجعل يتاجر و أصبح من اكبر التجا ر وفي يوم بدر جاهد ابن عوف جهاداً عظيماً . وفي يوم أحد ثبت و صمد و خرج من العركة وفي جسده أكثر من عشرين جرحاً.ولكن جهاد عبد الرحمن بن عوف بنفسه اصبح يعد قليلاً إذا قيس بجهاده بماله . فعندما طلب الرسول الله صلي الله عليه و سلم من الصحابة التصدق بالمال لتجهيز سريه تبرع بنصف ماله. وعندما عزم رسول الله صلي الله عليه و سلم على غزوة تبوك ولم يجد المسلمون ما يحملون عليه من راحلة , تبرع بمائتي أوقية من ذهب . وبعد وفاة الرسول الله صلي الله عليه و سلم كان يقوم بقضاء حاجات أمهات المؤمنين.بقيت دعوة الرسول الله صلي الله عليه و سلم لعبد الرحمن بن عوف بأن يبارك الله له تظلله ما امتدت به الحياة ,حتى أصبح أكثر الصحابة غنىً و ثراءً .كان بن عوف من أكثر الناس إنفاقاً , كان ينفق سراً و علانية . حمل ذات مرة مجاهدين في سبيل الله على خمسمائة فرس , وحمل مجاهدين آخرين على ألف و خمسمائة راحلة.
ولما حضرته الوفاة أعتق خلقاً كثيراً من مماليكه . وأوصي لكل رجل بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار ذهباً, فأخذوها جميعاً و كان عددهم مائة. وكذلك أوصي لأمهات المسلمين بمال جزيل , حتى إن أم المؤمنين عائشة كانت تدعو له فتقول سقاه الله من ماء السلسبيل. وبعد وفاته صلي عليه ذو النورين عثمان بن عفان و شيعه أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنهم جميعاً.
رجل أنزل الله فيه قرآناً .
رجل قال له الرسول الكريم (. أرم سعد فداك أبي و أمي.) رجل مكث سبعة أيام وهو ثلث الإسلام .
رجل خاض بدراً و أحد و هزم الله على يديه إمبراطورية الفرس.ذلكم هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص, كان فتيً من أكرم فتيان مكة نسباً و أعزهم أماً و أباً. كان في السابعة عشر من عمره عندما هداه الله إلى الحق فأصبح ثالث ثلاثة أسلموا من الرجال , فكان يفتخر ويقول :لقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام. وحق له أن يفتخر.كان كثير البر بوالديه شديد الحب لامه خاصةً , فلم يمر إسلامه سهلاً وإنما تعرض لتجربه من أقسى التجارب حتى أنزل الله في شأنه قرآناً , ذلك أن أمه أقسمت أن لا تأكل ولا تشرب حتى يترك الإسلام , فقال لها قولته المشهورة " والله لو كان لك ألف نفس فخرجت منك نفساً بعد نفس ما تركت ديني هذا لشئ." فأنزل الله تعالي (وإن جهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) لقمان الآية 14
وفي غزوة بدر جاهد وأخوه عمير جهاد الأبطال و أستشهد أخوه عمير فيها و عاد هو .وفي غزوة أحد زلزلت الأقدام ثبت سعد مع نفر قليل من الصحابة يناضل عن الرسول صلي الله عليه وسلم بقوسه فكان لا يرمي إلا أصاب من مشرك مقتلاً. ولما رآه الرسول عليه السلام يرمي هذا الرمي جعل يحضه و يقول له : " ارم سعد … فداك أبي و أمي " فكان سعد يفتخر بها طوال حياته لأن الرسول فداه بأمه و أبيه معاً.
ولكن سعدا بلغ ذروة مجده حين عزم الفاروق على أن يخوض مع الفرس حربا لإزالة دولتهم و وخلع عرشهم, و إزالة جذور الوثنية من على ظهر الأرض . فأرسل الفاروق مع سعد جيشاً كبيراً فيه تسعة و تسعون بدرياً و ثلاثمائة ممن شهدوا فتح مكة , فقاتل به الفرس و هزمهم شر هزيمة في وقعة القادسية , و كان انتصار المسلمين فيها عظيماً .عمر سعد بعد ذلك طويلاً و اكتسب مالاً جزيلاً . وحين أدركه الموت طلب أن يكفنوه بجبته الصوفية التي لقي بها المشركين يوم بدر.
فقد امسك الرسول – صلى الله عليه وسلم –بيمينه وقال:(إن لكل امة امينا، وان امين هذه الأمة أبوعبيدة عامر بن الجراح). فقد ارسله الرسول –صلى الله عليه وسلم- في غزوة ذات السلاسل مددا لعمرو بن العاص، وجعله أميرا على جيش فيه أبوبكر و عمر…… ؟
وقد لقب ب((أمير الامراء )) فقد قال عمر بن الخطاب عنه وهو يجود بانفاسه .لو كان ابو عبيدة بن الجراح حياً لاستخلفته فان سالني ربي عنه قلت : استخلفت امين الله وامين رسوله . فقد اسلم على يد ابي بكر الصديق في الايام الاولي للإسلام قبل أن يدخل الرسول دار الارقم وهاجر إلى الحبشة في الهجره الثانيه وقف إلى جوار الرسول في بدر وآحد وبقية المشاهد جميعها وبعد وفاة الرسول واصل في صحبة ابي بكر ثم عمر فإذا ارسله الرسول في غزوة الخبط اميراً على ثلاثمائة وبضعه عشر رجلاً من المقاتلين وليس معهم من زاد سوى جراب ثمر والمهمة صعبه . والسفر بعيد , استقبل أبو عبيده وراح هو وجنوده يقطعون الأرض وزاد كل واحد منهم طول يوم حفنة ثمر أوشك الثمر أن ينتهي ونصيب كل واحد منهم ثمر من اليوم واصبحوا يتصيدون ( الخيط) إلى ورق الشجر يسفونه ولهذا سميت هذه الغزوة بغزوة (الخيط) لقد أحب الرسول –صلى الله عليه وسلم- أمين هذه الأمة أبا عبيدة عامر بن الجراح وعندما جاء وفد نجران من اليمن وسألهم أن يبعث معهم من يعلمهم القران والسنة والإسلام فاختار الرسول –صلى الله عليه وسلم- أبوعبيدة عامر بن الجراح وكان كذلك أمير الأمراء بالشام وبذلك تصبح تحت امرته جيوش أكثر جيوش الإسلام طولاً وعرضاً وقد ذهب عمر بن الخطاب إليه في الشام وقال له عمر وهو يبتسم ألا أخذت لنفسك مثلما يصنع الناس ، فأجابه أبو عبيدة يا أمير المؤمنين هذا يبلغني المقيل . وذات يوم جاء الناعي أن أبو عبيدة قد مات . وأسبل الفاروق جفنيه على عينين ملئتا بالدموع ، ففتح عينيه في استسلام . وترحم على صاحبه وقال عمر :لو كنت متمنياً ما تمنيت إلا بينا مملوءاً برجال من أمثال أبوعبيدة ، ومات أمين الأمة فوق الأرض التي طهرها من وثنية الفرس واضطهاد الروم.
قال الرسول –صلى الله عليه وسلم- من سره أن ينظر إلى رجل يمشي على الأرض وقد قضى نحبه، فلينظر إلى طلحة فسيحيا ويموت وهو واحد من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولن تناله فتنة ولن يدركه لغوب ولقد بشره الرسول-صلى الله عليه وسلم- بالجنة ،وهو منالمسلمين المبكرين للإسلام وهاجر إلى المدينة حين فر المسلمون بالهجرة ثم شهد المشاهد كلها مع الرسول عدا غزوة بدر كان أرسله الرسول الكريم مع سعد بن زيد لمهمة خارج المدينة وكان طلحة في جميع الغزوات في مقدمة الصفوف يبتغي وجه الله ويفتدي رابة رسوله فقد كان من أكثر المسلمين ثراءًا وأنماهم ثروة وكانت كلها في خدمة الدين فكان ينفق بغير حساب وكان ينميها له الله بغير حساب . فقد لقبه الرسول –صلى الله عليه وسلم- بطلحة الخير وطلحة الجود وطلحة الفياض . وكان من أكثر الناس براً بأهله وأقربائه وكان يعودهم جميعا ويساعدهم وقد قيل عنه في ذلك ( كان لايدع أحداً من بني تيم عائلاً إلا كافأه مؤونته ومؤونة عياله وكان يزوج أيامهم ويخدم عائلتهم ويقضي دين غارمهم . وراما إلى الشهادة التي كان يحبوها في موقعة الجمل وبعد ذلك أدركت عائشة –رضي الله عنها- أنها تعجلت الأمور فغادرت البصره الى البيت المدينة .
أما في أحزان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- فقد دفن طلحة والزبير (قتيلا موقعة الجمل) ثم قال كلمات جليلة ( إني لا أرجوا أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله فيهم {ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين}، ثم ضم قبريهما بنظراته الحانية الصافية الآسية وقال :سمعت أذناي هاتان يقول طلحة والزبير جاراي في الجنة
لا يجئ
ذكر طلحة إلا و يذكر الزبير معه
فحين كان يؤاخي الرسول بين أصحابه في
مكة قبل الهجرة آخى بين طلحة و الزبير
. و كلاهما يجتمع مع الرسول صلي الله
عليه و سلم في القرابة و النسب . و كل
منهما كان أكثر الناس شبهاً بالآخر
في مقادير الحياة فالتماثل بينهما
كبير في النشأة في الثراء في السخاء
في قوة الدين وفي الشجاعة .
و كان الزبير من أصحاب
الشورى الستة الذين وكل عمر بن
الخطاب اليهم أمر إختيار الخليفة من
بعده . كان الزبير أحد السبعة الأوائل
الذين سارعوا الي الإسلام و كان عمره
خمسة عشر سنة و قد قال المؤرخين إن
أول سيف شهر في الإسلام كان سيف
الزبير و قد دعا له الرسول صلي الله
عليه و سلم بالخير و لسيفه بالغلب .
وقد هاجر الزبير الي الحبشة الهجرتين
وشهد المشاهد كلها مع الرسول صلي
الله عليه و سلم و يوم اليرموك كان
الزبير جيشاً وحده و كان رضي الله عنه
شديد الولع بالشهادة عظيم الغرام
بالموت في سبيل الله و قد سمي أولاده
بأسماء الشهداء راجياً أن يكونوا
يوم تأتيهم آجالهم من الشهداء. و قد
كان حظه من حب رسول الله صلي الله
عليه و سلم و تقديره عظيماً .
كان الرسول صلي الله
عليه و سلم يباهي به و يقول إن لكل نبي
حوارياً وحواري الزبير بن العوام
فقد كان شجاعاً وفدائياً.فقد
كانت نهاية الزبير مثل طلحه , طعنه
القاتل وهو بين يدي ربه يصلي
وذهب القاتل إلى الأمام
علي يظن أنه يحمل إليه بشرى . ويضع سيف
الزبير بين يدي علي وصاح
علي وأمر بطرده وقال :
بشر قاتل إبن صفية بالنار . وقبل علي
سيف الزبير وبكاء وهو يقول سيف
طالما والله جلا به صاحبه الكرب عن
رسول الله .
وقال الإمام علي سلام
على الزبير في مماته بعد محياه .
سلام ثم سلام على حواري رسول الله- صلى الله عليه وسلم
هو سعيد
بن زيد بن عمر بن نفيل بن عبد العزي
وهو إبن عم عمر بن الخطاب وصهره . أسلم
قديماً قبل عمر بن الخطاب هو وإمرأته
فاطمة بنت الخطاب وهي السبب في إسلام
عمر بن الخطاب . وكان من المهاجرين
الأولين , آخى رسول الله- صلى الله
عليه وسلم بينه وبين ابي بن كعب . لم
يشهد بدراً لأن رسول الله- صلى الله
عليه وسلم كان قد بعثه في طريق الشام
ليتعرف على اخبار المشركين .
من الثابت أنه أحد
العشرة المبشرين بالجنة , وكان
مستجاب الدعوة.وقصته المعروفة مع
أروى بنت أويس لدليل على ذلك .
روى الكثير من الأحاديث
عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم ,وشهد
اليرموك وحصار دمشق توفي بالمدينة
المنورة وقد تجاوز عمره سبعين عاماً
وصلى عليه عبد الله بن عمر رضي الله
عنهم جميعاً .
عن عبد الرحمن بن عوف قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- (أبوبكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ؤسعد بن أبي وقاص في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة وأبوعبيدة عامر بن الجراح في الجنة)